الأربعاء، 21 مارس 2012

آلهة الصلصال



أعتد أن أبحث فى أشيائى القديمة عن لا شئ
فقط أفتش بين كتبى ودولاب ملابسى القديم
عن أى شئ ربما يذكرنى بما أبحث عنه
... أبحث عن نفسى وسط كومة هائلة من الكتب والأتربة
عن أى شئ يذكرنى بها
متى ألتقينا
الواقع القاتم
يقف حائلا بينى وبينك
ولكنى مللت إعتياد الهزيمة
مللت البحث
كانت هنا صورتنا ونحن معا
ولم أجدها الآن
صنعنا آلهة من الصلصال
ولكنها لا تملك أن تجمعنا
وإن صلينا لها
لم نجد بديلا عن البحث دون جدوى
عن أى شئ ينجينا من هذا الغرق الذى
يستهلك مشاعرنا
ويجلس بجانب بار الذكريات يحتسى خمورا
نتمنى أن نحتسيها
أحدهم عاد ومعه بصيص من أمل اللقاء
ووجد شيئا ظللنا نبحث عنه قبل سجودنا لتلك الآلهة
التى تجمهر حولها المدعين ليعلنوا بطلان ما نحن فيه
ويشهدوا على كفرنا بالرب والحب والأطلال
ويعترفوا أمام العالم بأسره أننا كنا
نكذب أنفسنا خمورا وآلهة وذكريات
ونحتمى خلف آلهة من الصلصال صنعناها بأنفسنا
قالوا إنا خونه وقتلة
القديس دانيال أحب فاطمة يوما فقتلوة
وبال علية الأطفال
لم نكن نعلم أن زهورنا التى صنعتها لنا الآلهة وهما
حتى مكاننا الذى تقابلنا فيه قالوا أنه لم يكن بمكانه
بل أننا خلقنا له مكان آخر داخلنا لم يره أحد
سوانا نحن وآلهة الصلصال
وأدعوا بأنهم عندما مزقوا ملابسك وأوقفوك عارية
يأكل على رأسك الذباب
أنهم قتلونا وأنهم ألغوا ديانة الحب التى صنعناها
تمنيت أن أفقا أعين القديسين والشرفاء التى تتلصص لجسدك
العارى
هكذا فعلوا ليصير لهم الغلبة
بعد أن أرتدوا كل ملابس الإحرام إنتهكوا المحارم عندئذ
مارسوا الرذائل عند الحرم وداخل الكنائس وقالوا أنهم الحق
الآن أعدوا لنا تمثالين من الصلصال
علقوا أحدهم بكنيسة العذراء
والآخر بمدخل الحسين
فربما يعبدنا الناس يوما

تمت