الأربعاء، 25 يوليو 2012

مذكرات زوج مسالم ( الحلقة الاولى ) دقوا المزاهر

من أول
دقوا المزاهر ياللا ويا اهل البيت تعالوا
لحد
إنا لله وإنا إليه راجعون

قبل ما أبدأ فى كتابة هذه المذكرات
تأكدت تمام التأكد أن زوجتى لن تقرأها
وهذا لكى أحاول أن أتمتع بشفافية وأنا انقل
هذه الصورة .

الحلقة الاولى دقوا المزاهر

لم يتخيل أحد مدى هذه السعادة
التى غمرت كل أرجاء المكان والرغبة
الجامحة لخوض تلك التجربة
وما أجملها وهى تجلس بجوارى على كرسى العرش
هكذا كنا نطلق عليها فى فترة الخطوبة
المشهد مليء بالتفاصيل الواضحة وضوح وهج الإضاءة
المحيط بأعين الحاضرين وهو يرتد
مظهراً مدى سعادة أحدهم ولوية بوز الآخر
وحسد وغيرة آخر وأوناس تصفق وتزغرد
وآخرون جاءوا أساسا للرقص وإظهار ما خفى
العديد من الحاضرين معروفين فالعائلتان معروفتان
(عدغنمك يا جحا)
وهناك من تتعلق عيناه بأخرى وهي بدورها تسترق النظرات
وتبدوا لا تعيره إنتباها وتدير وجهها لتجد آخر نكش شعره بإصبعة قيلا للوارء
ويبتسم فتفعل نفس الشيء ثم تغمغم
ياولاد الكلب ماحدش ييجى يتقدم بقى
وأخرى تهمس
شوفتى الواد القمور ده ... ياخرابى قمر
التفاصيل كانت أكبر من إستيعابى للمشهد
وخصوصا وأنا بجانبى أجمل مخلوقات الكون يومها
فكان اليوم هو اليوم الذى لم تخلق فيه بعد ريتا هيورد أو مادونا أو يسرا
كانت تيتسم وتميل رأسها بكسوف وحياء لم أره بهذا الوضوح إلا فى تلك اللحظات
ووسط ضجيج المطرب الذى يغنى وبالطبع لا أعي ما يقول واعتقد أنها كذلك
أووه كدت أن أنسى الشخصين الذى مؤقتا سألقبهما بالغتيت والرزله
الغتيت بسلامته قريب العروسة وبلا أسباب لم أفلح فى إبتلاعة فدائما يقف أعلى الزور
مسببا الإختناق والأخرى هي لزقة أمريكانى من الجيران وكانت بيننا علاقة قديمة أنتهت بفضائح
سترونها فى قصص أخرى
الغريب أن الغتيت والرزلة كانا يقفان فى آخر الصالة ويتحاوران ياللا ما جمع إلا أما وفق
وسط هذا السرحان تهمس أحد أصدقاء زوجتى فى أذنى بعد أن أقشعر جسدى من أنفاسها
... بوسها
نعم ... كررت ثم قامت بجمع معظم الفتيات ليطوقونا لكى أقبلها وفعلتها على مضدد
 وذلك لشدة الزحام والهبل المحيط وبعض الكسوف
ومن أمتع اللحظات لحظة الرقص وإيمان البحر كالعادة يدندن ضمينى وأنسى الدنيا وما أجمل هذه اللحظة
التى هى تقريبا كانت ختاما للمشهد
والختام الغريب
المطرب فى ميكرفون الحفل
أسفين يا جماعة مضطرين نشطب عشان العريس مستعجل هههه
يابن السمجه
طبعا محدش قله حاجة
...
ودقوا المزاهر

الاثنين، 2 يوليو 2012

نصف ورقة صفراء

أكواب فارغة جفت بقاياها حتى تعفنت
جدران الحجرة تصببت عرقا لارتفاع درجة الحرارة وتصدع الجدار
الأتربه متأهبه لأى رمس كى تتحرك
سيجارة واحدة باقية وعود ثقاب مبتل
الضوء المتسرب من النافذه تتراقص خلاله حبات الغبار
أنفث فيه بالدخان فتبتعد لتتهاوى ف ظلمة الحجرة
لازلت أمسك بقلمى الرصاص أخط كلمة فأمحو أخرى
منذ أن أستهلكت أوراقى الصفراء القديمة
وأنا لا أكتب
فلم أعتاد الكتابه فوق ورقة بيضاء أو تلك المحددة بسطور
تتسرب من فتحة النافذة نسمة هواء تحدث صوتا بالورق ليسقط وسط كومة كتبى
الأتربة ملئت المكان حتى الإختناق ولكنها أبت أن تخالط كتابى السابقى
فمنذ أن أعدته إلى بعد أفتراقنا وأنا لم أفتحة
إهداء بخط يدى على ورقتة الأولى
إلى أجمل من رأت عينى .. إليكى أنت ملهمتى التى لا تعلم
أبتسم وأفر أوراقه بين يدى فيحدث صوتا وأهم بوضعه جانبا لتسقط منه نصف ورقة صفراء
من أوراقى القديمة
أشعر بسعادة جامحة تجتاحنى
الآن سأكتب
أمسك بالقلم ودونما أشعر أكتب لأملأ الورقة بالكامل
أنا
بدونك
لا
شئ

.....
تمت

الأربعاء، 21 مارس 2012

آلهة الصلصال



أعتد أن أبحث فى أشيائى القديمة عن لا شئ
فقط أفتش بين كتبى ودولاب ملابسى القديم
عن أى شئ ربما يذكرنى بما أبحث عنه
... أبحث عن نفسى وسط كومة هائلة من الكتب والأتربة
عن أى شئ يذكرنى بها
متى ألتقينا
الواقع القاتم
يقف حائلا بينى وبينك
ولكنى مللت إعتياد الهزيمة
مللت البحث
كانت هنا صورتنا ونحن معا
ولم أجدها الآن
صنعنا آلهة من الصلصال
ولكنها لا تملك أن تجمعنا
وإن صلينا لها
لم نجد بديلا عن البحث دون جدوى
عن أى شئ ينجينا من هذا الغرق الذى
يستهلك مشاعرنا
ويجلس بجانب بار الذكريات يحتسى خمورا
نتمنى أن نحتسيها
أحدهم عاد ومعه بصيص من أمل اللقاء
ووجد شيئا ظللنا نبحث عنه قبل سجودنا لتلك الآلهة
التى تجمهر حولها المدعين ليعلنوا بطلان ما نحن فيه
ويشهدوا على كفرنا بالرب والحب والأطلال
ويعترفوا أمام العالم بأسره أننا كنا
نكذب أنفسنا خمورا وآلهة وذكريات
ونحتمى خلف آلهة من الصلصال صنعناها بأنفسنا
قالوا إنا خونه وقتلة
القديس دانيال أحب فاطمة يوما فقتلوة
وبال علية الأطفال
لم نكن نعلم أن زهورنا التى صنعتها لنا الآلهة وهما
حتى مكاننا الذى تقابلنا فيه قالوا أنه لم يكن بمكانه
بل أننا خلقنا له مكان آخر داخلنا لم يره أحد
سوانا نحن وآلهة الصلصال
وأدعوا بأنهم عندما مزقوا ملابسك وأوقفوك عارية
يأكل على رأسك الذباب
أنهم قتلونا وأنهم ألغوا ديانة الحب التى صنعناها
تمنيت أن أفقا أعين القديسين والشرفاء التى تتلصص لجسدك
العارى
هكذا فعلوا ليصير لهم الغلبة
بعد أن أرتدوا كل ملابس الإحرام إنتهكوا المحارم عندئذ
مارسوا الرذائل عند الحرم وداخل الكنائس وقالوا أنهم الحق
الآن أعدوا لنا تمثالين من الصلصال
علقوا أحدهم بكنيسة العذراء
والآخر بمدخل الحسين
فربما يعبدنا الناس يوما

تمت