الثلاثاء، 6 يناير 2015

رائحة غريبة

عادت تهمس فى أذنى ثانية
متى سنتزوج
فاحتضن ما تبقى منها وأنفث دخانى فى الهواء
وتكرر سؤالها فأتردد قليلا قبل أن أخبرها بردى المعتاد محاولا تغيير ترتيب جمله
عله يقنعها الآن
فتستطرد متسائلة عن سبب تنهداتى وعن صحة أولادى
تشعل سيجارة أخرى وتقوم لتعد لنا كوبين من الشاى
وتدخل لتغتسل
المج الأزرق بتاعك
أجلس ملفوف حتى الوسط بتلك الملائة البيضاء أدخن وأتلمس حرارة كوب الشاى
وأغمض عينى
مش هتاخدلك دش
لم تعد الأشياء التى نبتت بداخلى منذ أن رأيتها ثابتة كما هى
حتى رائحتى أصبحت لا أطيقها برغم ما نثرته من عطرها حولنا
وخرجت تقص على يومها وما تنوى فعله غدا وبعد غدا
حتى كلماتها تحولت هى الأخرى
ودونما إهتمام أذهب لأغتسل
ولا تبتعد عنى تلك الرائحة التى لم أستنشقها وانا معها من قبل
تدلف إلى الحمام خلفى فيقشعر جسدى للمسة يدها وهى تدلك لى كتفى
أنت مش تمام على فكره فيك حاجه متغيره
القشعريرة التى سلات جسدى لم تفارقنى حتى وأنا أرتدى ملابسى
تستأذن لتنصرف
فتنصرف
أجلس أمام المرآة أرتدى ملابسى فأستنشق ذات الرائحة ثانية
فأعود إلى الحمام
لأغتسل ثانية

مارجريتا بالجمبرى

باب اللوق
شاع منصور
كافتيريا العجمى بجوار كشرى أشرف الهندى
أمام نادى الطهاة
1990

عبد المنعم أحد الشخصيات المعروفة فى شارع منصور
بل يبدو أشهرهم على الإطلاق ربما لأنه يقطن فى نفس الشارع ولأن
معظم من بالمنطقة جاءوا للعمل فقط من أنحاء القاهرة
وربما فشله فى نطق حرف الراء جعله من المميزين
الليلة وطبيعه عملى الليلى فى كافيتريا العجمى تقتضى مقابلتى لعبد المنعم
الذى هو من الشخصيات الليلية
جاء كعادته ليلقى التحية ويقص ما حدث بالأمس

أشرف الهندى والبت سماح
عبد الرحمن الزفر والبت أمنية
عماد بجعه والبت سارة
والحاج محمود العجمى إللى أنت شغال معاه ده أبن وأبن

ويسطرد قائلا
ماتيجى تلعب معانا كورة ف الحكر


منطقة الحكر بجوار قصر عابدين
وعلى حد قول عبد المنعم
العيال بتوع الحكر دول صيع ولاد كلب يسرقوا الكحل م العين
هنلعب أزاى يا منعم والدورية
يابنى الدورية بتلعب معانا وبنقفل الطريق بعربية الأمين سامح
مش هاينفع يا منعم أسيب المطعم لوحده

طب ما تيجى معايا لحد بيتزا إللى عند الجامعة الأمريكية نجيب بيتزا مش هناخد دقيقة
ماشى يا منعم بس أدينى عشر دقايق همسح الأرضية
طيب وأنا هروح أجيب سجاير م الكشك

البرد القارس والماء البارد إجتمعا ليلا لقتلى
المطعم ليس بكبير فهو شق صغير فى سور السينما القديمة بشارع منصور
وكما يقول الحاج محمود العجمى
الشارع ده مات من زمان من يوم ما لغو المترو
لم يكن عملى الليلي فى هذا المكان وهذا البعد الغريب عن قريتا مايرهقنى
حتى وإن كنت أعمل من العاشرة مساء حتى السادسة صباحا ثم أذهب مباشرة إلى الجامعة
كل ذلك لا يعنى لى شيئا فلم يكن العمل مرهقا وكنت مضطرا لجمع المال لأقتات يومى انا وأسرتى
ولكن تنظيف الأرضية متعب للغاية حتى لا يوبخنى الحاج محمود ف الصباح

ها يا معلم ياللا
طب ما تروح أنت يا منعم
ياعم تعالى بس
أصلى عمرى ما دخلت بيتزا هت قبل كده
يا سيدى تعالى بس هما كلمتين هتقولهم وبعدين أصل أنا متخانق مع الواد الكاشير إللى جوه
طب هاقول أيه
هانجيب بيتزا مارجريتا بالجمبرى حلوة قوى
علمت ساعتها أن عبد المنعم خاف أن يدخل بنفسه نظرا لإحتواء الكلمة على تكرار كثير لحرف الراء

منعم قولى هدخل أقول أيه بالظبط أنا خايف
هههه يابنى هوه أمتحان بص هوه هيسألك سؤالين هيقولك تطلب بيتزا أيه
هتقوله مارجريتا
هيقولك عاوز إضافات أيه
هتقوله جمبرى
صعبه دى سهله خالص

ذهبت مترددا أحفظ فى الإجابتين
وعندما دخلت أدفع الرجل يسألنى فجاوبته وسط الزحام بنفس الإندفاع

- حضرتك تحب بيتزا أيه
مارجريتا
أسم حضرتك أيه
جمبرى
نعم .. أسم حضرتك جمبرى
لالالا
حضرتك تقصد الإضافات
آه

خرجت أهرول لمنعم وأسب وألعن وأقص عليه ما حدث
فيضحك ويضحك ويمرمغ نفسه ف الأرض ويضحك
جمبرى هههههههه
جمبرى هههههههههههههه

إلى أين أنت ذاهب

أجمع أوراقى القديمة
فلم يعد لدى منذ ستة أشهر
ما أخشى عليه الضياع
مما كتبت
ربما كانت كتاباتى الأخيرة عنك
لا تعنى لهم كثير
وإن عنت لى الحياة
كمنجتى التى لم أشتريها
أكتفيت بأخذ صورتها
وبعضا من أشيائك التى تحبينها
كلها حملتها معى
أقتظت مكتبتى بما كتبه الآخرون
ولم تحتمل رفوفها كتاب آخر
حتى وإن كان لى
الشنطة معده الآن
أنتظر قليلا لعلى أتذكر
شيئا آخر ربما لم آخذه معى
فلا أتذكر
بعض صورى الحديثة وقد وقعت أسفل حذائى
أميل لألتقطها
ثم أمزقها
هل هناك شئ آخر
حان الوقت
أشرع ف الذهاب
فيوقفنى ذلك التابلوه
الذى رسمته بالأمس
لصورتك وأنت تجلسين
على حافة النهر
قلت إنه لم يكتمل بعد
ولكنى أصررت على أن آخذه
قد مال قليلا
أقترب منه لأزيل ما عليه من أتربه
فتلتفت صورتك منه لتسألنى
إلى أين أنت ذاهب ؟
تتسمر عيناى قليلا
ثم ألقى بشنطة السفر
ليسقط منها كل ما كتبته
طيلة الأعوام السابقة

أطفأ الأنوار
وانام

لم أعد كما كنت بالأمس

لا أعلم ماذا يحدث لى هذه الأيام
أرانى أعود للخلف فجأة وأبحث عن مستقبل
لن يأتى
أتعلق ببعض التفاصيل
أبحث ما بين السطور
عن لا شئ
وأى شئ
أخفى داخلى كثيرا من الأسرار
فيصعب على نفسى تذكرها
لم أعد كما كنت بالأمس
مللت الإنتظار
فما أنتظرة لا يأتى
ربما كان مستحيلا كالعودة للماضى أو السفر للمستقبل
لم أعد أحلم بالرجوع
طعم الأشياء تغير كثيرا
ربما زادت مرارته وربما لأننى خفضت حبات السكر بقهوتى
البيت الذى بناه أبى لازل يقبع بمكانه يرتكن إلى البنايات المجاورة
شجرة أبى التى أعتاد تجبيسها حتى لا يتلفها الصغار توقف نموها
عندما صدمتها بالأمس سيارة قضت عليها
مات أبى
تاركا خلفة سيرة لا تختلف عليها الأنفس
الفارنده صارت ضيقه بعد أن تكدست بكتبى القديمة
وباقى الزروع الراحلة منذ عدة أعوام
ولازالت أمى تضع صورة أبى أمامها ليلا وكل ليل
لتقص عليها يومها
هى أيضا ملت الأنتظار
بالأمس كانت تخيط لنا ملابس العيد وأبى يجلس
ورسمت على شفاهة بسمة أتذكرها الآن
بيجامتى البيضاء المزرقشة وقد أنتهت منها بعد أن قام
أخى بإرتداء بيجامته الكبيرة
ثم نقف لنرى أيا منا أكثر طولا
يبتسم أبى ويرجونا أن نظل ثابتين لإلتقاط الصورة
التى لم يظهر بها سوى ماكينة أمى وأنا ونصف أخى
ويم الجمعة نلتف حول مائدة الإفطار
نستمع لأبلة فضيلة ثم نشاهد عفاف الهلاوى فى سينما الأطفال
تطل من شاشتة السوداء
ثم نذهب لنصلى مع أبى وبعدها لزيارة الأقارب
حتى جمعتى الآن أختلفت
فأنا أستيقظ بعد صلاة الجمعه لأذهب
هناك حيث أعتدت الجلوس بين الأضرحة فقط
أستمع لصوت العصافير
بعد أن غادر الصوت مسكنى إلى هناك
حتى بقايا الذكرى لم تعد مدهشة كما كانت
حقيقة
أنا لا أعلم ماذا يحدث لى
ولا أعلم حتى لماذا سطرت هذه الكلمات
فقط ما أعلمه أننى
لم أعد كما كنت بالأمس
تمت

آخر بنت من بنات أفكارى

طرقت الباب بعنف فلم يفتح
توترت حتى أرتجفت أطرافى ولم أعد أسطيع الصمود
كررتها كثيرا بطرقات أقوى ولا أحد يرد
أضرب الباب بعنف فينكسر ليفقا عينا مشهدها وهى ملقاة كهيكل اكلته السباع
تركها وحيدة بعد أن مزق ملابسها وتناوب الإعتداء عليها
لوثها بقاذوراته هو ومن معة
أفقدوها عذريتها ونقائها
قتلوا كل ما بداخلها من براءة
ولم يكتفوا بذلك
بل مثلوا بها جزءً جزءً
قطعوها
ولم يرحموا ضعفها
ألوم نفسى لأنهم سبقونى
وكيف أقتحموا المكان فوجدوها فريسه سهله
لم أتخيل يوما أن يمسها غيرى
فكيف إن ضاجعوها حتى النزيف
فكيف وأنهم لم يتركوا لى شيئا أقف عنده
حتى لأذكرها
أغتصبوها حتى الثمالة
حتى الموت
وليتهم تركوها بكرا
ليتهم أخفوا بقاياها
ولكنهم تركوها
لكى أتحسر عليها
ولا أستطيع أن
أحيا
فإنهم يعلمون جيدا
أننى لا أستطيع العيش دونها

أعرفهم جيدا نعم
كلهم
جميعهم
جميع كل من حولى
فعلوها
ولكن
ترى
هل أستطيع مواجهتهم
هل أستطيع أن أضاجعهم حتى القتل
لكن
هل كانوا يعلمون انها آخر ما أملك
ربما كل ما أملك
وما الفارق
...............
أرتدى بزتى السوداء
أنتظر هناك حيث كنا نتقابل
أحمل لافته
كتبت عليها
لا عذاء للبشر

لا تتركينى وحدى

لماذا أقلعتى عن مناجاتى ليلا
ولمن تركتنى
ألازلت
تسيرين
حافيه القدمين
تتلمسين البرودة
تضعين خدك الأيمن
ليلامس الأرض المبلله
بماء وردك
هل مازلت تبحثين عنى
فى بقاياك القديمة
أختفت صورتى من ألبوم صورك الكبير
إثر سقوطه ف الماء
لا تصدقيهم فأنا لم أمزق صورتنا
بل كنت أسقيها بالماء لكى تنمو
ولكنها
لم
تنمو
لا زلت أحلم بأن أجدنى
هناك
بمفردى
ولماذا تلوميننى
لأنى فضلت أن أكون
وحدى
فبستطاعتك
أن
لا تتركينى
وحدى

803

اتوبيس 803 الذى يبدأ مسارة
من العمرانية منتهيا إلى حدائق القبة
غدا فى السادسة والنصف صباحا
عند محطة العمرانية
سأستقل الأتوبيس لأركب فى أول كرسى
وأنتظرك فلا تتأخرى فهو يتحرك فى السابعة إلا الربع
لا تخافى فهو وفى هذه الساعة بالتحديد يخلو من الركاب
قولى لهم أنك ستذهبين لأخذ حصة الإحصاء لدى مدرسك الخصوصى
ثم ستذهبين للمدرسة
سأجلس وكأننى لا أعرفك
من الممكن أن تركبى بجوارى فلن يلتفت أحد لذلك
ولن يتواجد بالأتوبيس إلا السائق والكمثارى ورجل عجوز يجلس
بمقعده المعتاد خلف السائق
ستجلسين بجوارى من الممكن أن ترتدى نظارتك البنية
يكفينى أن أتلمسك وأنت تجلسين
لا تخافى فلن يرانى أحد وأن أمسك بيدك
فقد جلس الكمثارى بجوار السائق
وأخذ العجوز يتأمل الشارع والسيارات المقابله
وبروده الجو تظهر على ساقيك المرتعشة وأقترب منك أكثر
ستبكين لمعرفة سفرى المفاجئ بعد غد
سأمسح دموعك بيدى وأهمس بأذنك
خشية أن يلاحظها العجوز
سأخبرك أنى سأعود سريعا ربما الأسبوع القادم
ولم أستطع ان أقنع والدى بعدم السفر لبلدتنا
ولكنه أسبوع فقط
سأهمس فى أذنك بآخر نكته فتضحكين
وكعادتك وبرقتك تقولين ..
بطل قلة أدب
ستلصقين ظهرك بشباك الأتوبيس كى لا يراك أحد
فيتطاير شعرك للخارج متراقصا برقه وعنف
سأتسائل عن يومك الماضى
ستخبريننى بأنك أنهيت علاقتك بصديقتك بسببى
لأنها لا تريدنا أن نقترب أكثر
ولشكك فى أنها تحبنى
كلنا نحب القمر
وستضحكين
سنقول فى نفس الوقت
شششش العجوز يسمعنا
ونضحك

................................................
الآن بمفردى أستقل أتوبيس 803 أجلس بالمقعد
الخاص بى خلف السائق
والكمثارى يجلس بجوار السائق
أنظر للمقعد الزوجى الخالى بجانبى
وأبتسم
........

تمت

ربما يأتى غدا

بعدما تأخر وأرهقنا إنتظارة
وبعد غيبه طالت ولم تنتهى بعودته
الآن أتى ...
ليؤذن بنهاية السواد
الغريب أنه وبالرغم من تكاسل الظواهر المصاحبة له
أتى ولا نعرف لماذا أتى
هل جاء ليخط سطور البداية أم ليكتب كلمة النهاية
مابين خائف وقلق ومذعور ومتفائل وقفنا
نطأطأ رؤسنا بخوف
ربما نخشى رفع رؤسنا قليل فتطير رقاب من حاول أن يعي
لم نرقبه جيدا
ولكننا نشعر بحرارته
وتسرى فى أجسادنا ألوانه
نتسائل مطأطأى الرؤس :
متى سيأذن لنا بالنظر إليه
ولا نجيب
تنبت أحلامنا فتصفه هواجسنا
أزرق بلون السماء
مزهر بلون الورود
متشح بالسواد
يضحك حتى النواجز
سيبدو مبتسما للجميع فاتحا زراعية ليستقبل كل منتظر
مشرقا كعادته يحمل ألوانه البيضاء البنفسجية
سيأتى متفائلا

ولكنه قد يأتى ليأخذ أحدنا إلى هناك
ويأتى بآخر

حتى بعد قدومة نحن ف إنتظار
ولكننا الآن ننتظر أن يمضى
أو يعود من حيث أتى
أو يأذن لنا حتى برؤيته

ولكنه لا يأذن
فنظل مطأطأى الرؤوس
فى النهاية وكما أعتدنا
يسعفنا بهيم سواد الليل لنحلم
فى إنتطار أن يأتى باكرا

تمت

الفردة التانية

- اللعبة دى بتاعتى
- أيوة صح بس محمد بيلعب بيها دلوقتى
- طيب لما يخلص محمد أبقى ألعب بيها
......................
- الجزمة بتاعتى أتقطعت
- خد جزمة محمد القديمة عشان هوه جاب واحدة جديدة
..................
- ممكن أجى معاك
- محمد جاى معايا
- طيب لو مجاش محمد أبقى قولى
............
- أنت هتلبس القميص اللبنى النهاردة
- آه
- طب مش هتلبس أيه عشان ألبسه
..................
- مش عارفة أقولك أيه بصراحة محمد وعدنى بالجواز
- طيب عموما لو ربنا ما أرادش أنا برضه بحبك
....................
- أنا مبسوط قوى وبحبك قوى هنتقابل بكرة مش كده
- مش عارفه يمكن يكون عندى مشوار
- خلاص لما تبقى فاضية كلمينى أنا موجود
..............
-أناواقف مستنيكوا ف الشارع أتأخرتوا قوى
خلاص زيي ما تحبوا أجيلكوا أنا
.................
-من فضلك ده مكانى
- آسف مكنتش أعرف
- عموما لما أقوم أبقى أقعد مكانى
..................
- أنا موجود لما تبقى فاضى كلمنى هتلاقينى
..................
وأيه المشكلة مانت طول عمرك أستبن
قصدك أيه
موافق على طول تبقى الفردة التانية ومبتفرقش معاك
- برضه مش فاهم
- أيه المشكلة لما تبقى نمرة اتنين
................
تشرب أيه ؟
قهوة مزبوطه
قهوة زيادة
قهوة سادة
قهوة ع الريحة
أى حاجه
.................
بقالى 5 سنين بشوفة كل يوم قاعد ف نفس المكان
من ساعة ما تفتح القهوة ولحد ما تقفل ومش هاتصدق
لابس نفس البالطو البيج ده صيف وشتا والغريبة فعلا
حكاية أنه لابس فردة جزمة واحدة
حاجه غريبة فعلا
إللى يعيش ياما يشوف

تمت

جرب تفهم

ريح بالك
أركن دماغك ف حته فاضية
بطل عقلك
أرفع فرامل اليد وأفتح بابك وأنزل
غمض عينك
هوريك إللى عمرك ما شوفته
وهتسمع كلام مبيتسمعش
بس أدينى الفرصه أنى أقابلك وأنت راكنها
قصدى دماغك
تصدق شكلك حلو
من غير عقل مليان بهموم وغربة وأوجاع وأنين
قلبك أبيض
أصل النقطة السودا المحمره مشيت مع عقلك
مبقتش تحس
ودى حاجه عمرها ما تزعّل
لإنك مبقتش بتكره أو تتعصب
بطلت تفكر
وكل أحوالك
مبقتش بتقرق
هادية الدنيا من حواليك
الناس ساكته مبقتش بترغى
أو يمكن علشان أنت مبقتش بتسمع
وأنت خلاص أرتحت
مبقتش تخاف من بكره
ولعلمك الخوف أصلا بقاش يقدر يطرقلك باب
أنت فاهمنى
أسف جدا لإنك برضه مبقتش بتضحك
يمكن أحسن من إنك تضحك
إنك تسكت
الجرح خلاص مبقاش بيضايقك
ولا حب شباب ولا حٌب شباب هيمسخ
طعم اللقمة ف بقك
جنسك حتى معادش هيفرق كونك أنثى كونك راجل
دلوقتى بس بقيت إنسان مش فارقة معاه
فاهم قصدى
وأزاى تفهم
مش عارف
أصل دى أول مرة ف عمرك تعرف
إنك ميت
مبتفهمش

إنت فهمت؟

تمت

آلهة الصاصال

أعتد أن أبحث فى أشيائى القديمة عن لا شئ
فقط أفتش بين كتبى ودولاب ملابسى القديم
عن أى شئ ربما يذكرنى بما أبحث عنه
أبحث عن نفسى وسط كومة هائلة من الكتب والأتربة
عن أى شئ يذكرنى بها
متى ألتقينا
الواقع القاتم
يقف حائلا بينى وبينك
ولكنى مللت إعتياد الهزيمة
مللت البحث
كانت هنا صورتنا ونحن معا
ولم أجدها الآن
صنعنا آلهة من الصلصال
ولكنها لا تملك أن تجمعنا
وإن صلينا لها
لم نجد بديلا عن البحث دون جدوى
عن أى شئ ينجينا من هذا الغرق الذى
يستهلك مشاعرنا
ويجلس بجانب بار الذكريات يحتسى خمورا
نتمنى أن نحتسيها
أحدهم عاد ومعه بصيص من أمل اللقاء
ووجد شيئا ظللنا نبحث عنه قبل سجودنا لتلك الآلهة
التى تجمهر حولها المدعين ليعلنوا بطلان ما نحن فيه
ويشهدوا على كفرنا بالرب والحب والأطلال
ويعترفوا أمام العالم بأسره أننا كنا
نكذب أنفسنا خمورا وآلهة وذكريات
ونحتمى خلف آلهة من الصلصال صنعناها بأنفسنا
قالوا إنا خونه وقتلة
القديس دانيال أحب فاطمة يوما فقتلوة
وبال علية الأطفال
لم نكن نعلم أن زهورنا التى صنعتها لنا الآلهة وهما
حتى مكاننا الذى تقابلنا فيه قالوا أنه لم يكن بمكانه
بل أننا خلقنا له مكان آخر داخلنا لم يره أحد
سوانا نحن وآلهة الصلصال
وأدعوا بأنهم عندما مزقوا ملابسك وأوقفوك عارية
يأكل على رأسك الذباب
أنهم قتلونا وأنهم ألغوا ديانة الحب التى صنعناها
تمنيت أن أفقا أعين القديسين والشرفاء التى تتلصص لجسدك
العارى
هكذا فعلوا ليصير لهم الغلبة
بعد أن أرتدوا كل ملابس الإحرام إنتهكوا المحارم عندئذ
مارسوا الرذائل عند الحرم وداخل الكنائس وقالوا أنهم الحق
الآن أعدوا لنا تمثالين من الصلصال
علقوا أحدهم بكنيسة العذراء
والآخر بمدخل الحسين
فربما يعبدنا الناس يوما

تمت

شخصيات حقيقية

كنا هناك
أنا وأنت
أتذكر ؟
وقفنا نختلف وتعلو أصواتنا لينتبه الماره وبنبرة منخفضه تكمل حوارك
فتقلل من حدتى
ثم تباغتنى وأنت تصرخ فى وجهى وتقترب منى ملوحا ببيديك وتخبرنى
أننى أخطأت التقدير وتكرر جملتك المعهوده
إنهم ليسوا شخصيات حقيقية
وتصر صارخا
أنا الوحيد إللى حقيقى
وكيف سولت لك نفسك أن تشتريهم لتبيعنى وأنا الحقيقى
إنهم وهم .. جميعهم أشباح ملونه يلوحون لك ليوقعون بيننا
أتذكر
كانت لمعت عيناك توجسنى وكأنك شخص آخر
كم كنت مرتبكا حينها أتخبط وكلماتك تأتى وكأن لها رنين يبقى
فاصمت متوجسا
................
المكان : مدينة نصر
شارع أحمد فخرى
المعهد العالى للخدمة الإجتماعية
الزمان : منذ خمسة أعوام مضت
أول يوم دراسة
تمسك بيدى جيدا عند عبور الطريق وبرغم خوفك الذى لمسته بيدك من تلك السيارات التى تمر سريعا
كنت تقبض على يدى لتطمئننى عند عبور الطريق
كنت دليلى الدائم عند دخول الأماكن لأول مرة
وكنت أعتمد عليك فى كل شئ ممن أقترب للتعارف
فأعترف أن كل من عرفت كانوا من خلالك
لم أكن أجرؤ أن أعرف شخصا دون أن تعرفه أو أن أتحدث إلى آخر قررت أن تبتعد عنه
....................
وكنا هناك
أنا وأنت وهى وكانت تضحك لتعليقاتك وتبتسم جانبا لنظراتى
اليوم أنت مريض
ولابد من الذهاب بدونك
وكنت أخشى ذلك اليوم ولولا إصرارك عل ذهابى ما كنت هناك
وكانت هناك هى أيضا
لم تعد تضحك وأكتفت بأن تبتسم بعد أن تسائلت عنك
وجلسنا نحتسى الشاى وتتسائل عن صداقتنا وعلاقتنا التى كانت حديث الساعة لزملائنا
وضحكت لأول مره نعم ضحكت لى ضحكت على كلماتى
لا أعلم كيف تحول خوفى ف الصباح إلى هذه السعادة معها ومع دعابة الأصدقاء
قالت
أننى أحبك أكثر منك وقالت أنى أعطيك أكثر مما تستحق وقالت أنك وأنك
وأنك!
ولم أجبها سوى بصمت يعود بى لبداية اليوم
تتأسف وتبتعد فيتلقفنى آخر
وكأنه نسخ حوارها ويزيد
أنك لم تقل شيئا واحدا طيبا عنى
وأنك أذكى منى
وأنى غبى متخلف
ينزل اللعاب من فمى رغما عنى
وأنى وأنى
وأنى
ثم يضيف
أنه ليس ذو مصلحة ليقول هذه الكلمات
......
رأيتهما هو وهى يتهامسان
تأكدت أنهم يتحدثون عنى
جميعهم
نعم
كل الزملاء وغيرهم
ينظرون ويضحكون ويشيرون إلى
أهرب سريعا وأستقل الحافلة
وأبكى
فقل لى إن كنت فى مكانى وحدث معك مع حدث
من تصدق ؟
من تصدق؟

تمت

الاربعاء 5 / 5 / 1995

ثلاث سنوات مرت
ببطئ مميت ملئت جدران غرفتى أخط صورة لها
وأرسم قلبها وأكتب بطول الجدار ربما تعود ...
تشمئز أمى وهى توقظنى صباح كل يوم من تلك الرائحة
وتهم بفتح النافذه لأمنعها وأنام
- بوظت الحطان أنا عارفه أيه اللى حصلك ... حسبى الله ونعم الوكيل
..............
- يانهار أبيض أيه يابنى الريحة دى أنت عفنت واللا أية قوم بقى الله يحرقك
- رامى
- أيوة زفت والله كويس أنك أفتكرتنى أيه يبنى فيه أيه
- قابلتها
- يادى النيله يعم أنا فرزت الدفعة كلها واحده واحده ومالقتهاش
- أزاى بس أنت أسمك رامى وهيه أسمها رانيا المفروض تكونوا مع بعض
- ياسلام أنت عارف فيه كام واحده أسمها رانيا ف الدفعة
- دور تانى يا رامى عشان خاطرى
- مش عارف أقولك أيه عموما الإمتحان بتاعنا بعد بكره هبقى أشوفها ف اللجنة
- ياريت يارامى
- قوم بقى نخرج شوية
- لا روح أنت بس متنساش
.......................................
أنتظر بجانب التليفون ربما تعاود الإتصال
مللت كل الوجوه
لم أتخيلها بدونك .
الحياة بدونك لا شئ
ولاشئ يثبت سوى الجدار الذى ملئته بذكرياتنا
سطرت دموعى أبيات الشعر فى رثاءك
أموت إنتظاراً كل مساء
ثلاث سنوات وأنا أرمم شرخ الجدار وأتذكرك وأنت تقولين
- إن ترميم الأشياء لا يعيدها سيرتها الأولى
ولكنى لازلت أحاول ولازلت أنتظر يملؤنى اليقين
أنك ستعودين
..................................
- تدفع كام
- لقيتها
- تدفع كام
- قول بقى يارامى الله يخليك
- لا لالا يابابا أنت قولت لو رجعتوا لبعض هتقلع هدومك وتمشى عريان ف الشارع
- يارامى قول بقى
- الله أنت مش قولت كده ... عموما يا سيدى أنا لقيتها مش بس كده وكلمتها مش بس كده وكمان ..
- أتكلم وكمان أيه
- مش هتصدق عاوزة تشوفك
- بجد
- بكره
- بجد
- ف الجامعه
- بجد
- كافتيريا آداب
- بجد
- ف نفس المكان اللى بتتقابلوا فيه أيه رأيك بقى
رأيتنى أحلق برامى أرفعه لأعلى وتعلو صرخاتى وضحكاته وأدور به مبتهجا وأرقص
أرقص ... أرقص خلاص خلاص يارامى هضرب كل الدنيا على قفاها
هضرب كل الدنيا على قفاها
هضرب كل الدنيا على قفاها
..........................
الأربعاء 5/5 / 1995
ندخل أنا ورامى من باب الجامعة الرئيسى وهو يتسأئل عن صديقتها ريهام وأنا بالكاد أسمعه
وأومئ له أنى أعرفها تدور رأسى وأنا أستمع لغمغمته بوصف جمالها وبعد عده خطوات نقف لنجدهما أمامنا
تتجمد أوصالى فجأه نقف أنا وهى فى وسط الطريق أحملق فيها أتفحص تفاصيلها التى لم تغب عنى تتأملنى مبتسمه
نسمع صوت رامى وريهام يابنى أنت وهيه الناس بتتفرج عليكم ... رامى يستأذن وهو يقول أنا عملت اللى عليا أنا رايح حقوق أبقى كلمنى
- وحشتنى
- ....
- تلت سنين
- تلت سنين
...........
- أنا
- متقولش حاجه
- أستنيتك كتير
- وحشتك
- جداااااااااا أنت مش متخيله حالتى كانت أيه من غيرك
- بقولك أستنانى هنا هاروح أجيب حاجه من تجارة وأجى على طول
- هاجى معاكى أنا مصدقت لقيتك
- لالالا أستنانى مع ريهام هاجى على طول ثوانى ثوانى
هرولت بسرعة ووأختفت لتلتقطنى ريهام جانبا
- أزيك ياريهام
- كويسه ... ياسر أنت جيت ليه
- جيت ليه ده أيه أنتى نسيت أنا ورانيا نبقى أيه
- ياسر عشان خاطرى أمشى
- أمشى .. أمشى أزاى
- صدقنى لمصلحتك أمشى ودلوقتى حالا
- أنا مش فاهم حاجه
- أمشى وبعدين أفهمك
- فيه أيه ياريهام
- معرفش معرش كل اللى أقدر أقولهولك أنك لازم تمشى وخلاص أنا همشى
- أستنى بس فهمينى
نظرات ريهام أزعجتنى رأيتها ترجونى وبشكل غريب أن أمشى تركتنى ورحلت وهى تنظر خلفها
أظنها تحبس شيئا وراء نظراتها المدمعة وبمجرد إختفائها
أرى رانيا تقترب وبجانبها شاب وسيم
أربكنى الموقف
- ياسر اللى كلمتك عنه
- أهلا
- أهلا
- محمد خ ط ي ب ى
- رانيا ياللا بينا عشان أتأخرنا
- أسبقنى أنت يا محمد جايه وراك
- خطيبك
- ممم المهم أنت كويس
- خطيبك
- كنت عاوزه بس أفهمه حاجه
- خطيبك
- خطيبى
-
-
-
تمت

تأشيرة رجوع


منذ عدة أشهر أستقل أبى قطار الذهاب بلا عودة
ففى الثالثة فجرا وهو يجاهد مرضه الأخير
أرتدى بذته الرمادية وأمسك بعكازة الملتوى وحاول التحرك
فهوى
أستيقظت والدتى على صوت الضجيج لتجده فتتسائل
أى أين ستذهب
ليرد قائلا : أنا ماشى خلاص
:ياربى ... رايح فين بس دلوقتى
: قولتك ماشى أنتى مبتفهميش
: طيب عشان خاطرى بس أقعد ع السرير أنت مش قادر تصلب طولك
: لا أنا كويس سيبنى بس
: وهوه فيه حد يخرج الساعة تلاته بالليل هتروح فين بس
أستهدى بالله وأقعد لحد الصبح وأبقى روح زي مانت عاوز
.....................
ف الصباح أستقل قطار السابعة المتجه إلى هناك
وبتذكرة لم تحمل تأشيرة الرجوع
.......................
وتمر أيامنا الأولى ببكاء على رحيله
ثم بآسى لفراقة
ثم تمصمص أمى شفتاها أيييييييييه كانت أيام
.................
الغريب أننى علمت جيدا بأنه لن يعود
وبرغم ذلك أنتظر
فى صباح كل يوم
أهبط من شقتى العلوية لأفتح بابه وأبحث عنه جالسا
على ذاك الكرسى يبتسم فألقى عليه تحيه الصباح وأهم بتقبيل يده
فيرد مبتسما : شكلك محتاج فلوس
فأبتسم : لالالالا
فيبتسم : محدش بيحسك قدى يا واد
....................
يسير بطريقة فيلقى التحية على كل من يقابل
من يسمعه ومن لا يعيره إنتباها
لم أسأله يوما عن أحد إلا وكان رده
دول ناس كويسين
دول ناس طيبين
ده راجل طيب
كان راجل طيب
كان راجل طيب
..............................
تمت