الثلاثاء، 6 يناير 2015

آلهة الصاصال

أعتد أن أبحث فى أشيائى القديمة عن لا شئ
فقط أفتش بين كتبى ودولاب ملابسى القديم
عن أى شئ ربما يذكرنى بما أبحث عنه
أبحث عن نفسى وسط كومة هائلة من الكتب والأتربة
عن أى شئ يذكرنى بها
متى ألتقينا
الواقع القاتم
يقف حائلا بينى وبينك
ولكنى مللت إعتياد الهزيمة
مللت البحث
كانت هنا صورتنا ونحن معا
ولم أجدها الآن
صنعنا آلهة من الصلصال
ولكنها لا تملك أن تجمعنا
وإن صلينا لها
لم نجد بديلا عن البحث دون جدوى
عن أى شئ ينجينا من هذا الغرق الذى
يستهلك مشاعرنا
ويجلس بجانب بار الذكريات يحتسى خمورا
نتمنى أن نحتسيها
أحدهم عاد ومعه بصيص من أمل اللقاء
ووجد شيئا ظللنا نبحث عنه قبل سجودنا لتلك الآلهة
التى تجمهر حولها المدعين ليعلنوا بطلان ما نحن فيه
ويشهدوا على كفرنا بالرب والحب والأطلال
ويعترفوا أمام العالم بأسره أننا كنا
نكذب أنفسنا خمورا وآلهة وذكريات
ونحتمى خلف آلهة من الصلصال صنعناها بأنفسنا
قالوا إنا خونه وقتلة
القديس دانيال أحب فاطمة يوما فقتلوة
وبال علية الأطفال
لم نكن نعلم أن زهورنا التى صنعتها لنا الآلهة وهما
حتى مكاننا الذى تقابلنا فيه قالوا أنه لم يكن بمكانه
بل أننا خلقنا له مكان آخر داخلنا لم يره أحد
سوانا نحن وآلهة الصلصال
وأدعوا بأنهم عندما مزقوا ملابسك وأوقفوك عارية
يأكل على رأسك الذباب
أنهم قتلونا وأنهم ألغوا ديانة الحب التى صنعناها
تمنيت أن أفقا أعين القديسين والشرفاء التى تتلصص لجسدك
العارى
هكذا فعلوا ليصير لهم الغلبة
بعد أن أرتدوا كل ملابس الإحرام إنتهكوا المحارم عندئذ
مارسوا الرذائل عند الحرم وداخل الكنائس وقالوا أنهم الحق
الآن أعدوا لنا تمثالين من الصلصال
علقوا أحدهم بكنيسة العذراء
والآخر بمدخل الحسين
فربما يعبدنا الناس يوما

تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق