الثلاثاء، 6 يناير 2015

تأشيرة رجوع


منذ عدة أشهر أستقل أبى قطار الذهاب بلا عودة
ففى الثالثة فجرا وهو يجاهد مرضه الأخير
أرتدى بذته الرمادية وأمسك بعكازة الملتوى وحاول التحرك
فهوى
أستيقظت والدتى على صوت الضجيج لتجده فتتسائل
أى أين ستذهب
ليرد قائلا : أنا ماشى خلاص
:ياربى ... رايح فين بس دلوقتى
: قولتك ماشى أنتى مبتفهميش
: طيب عشان خاطرى بس أقعد ع السرير أنت مش قادر تصلب طولك
: لا أنا كويس سيبنى بس
: وهوه فيه حد يخرج الساعة تلاته بالليل هتروح فين بس
أستهدى بالله وأقعد لحد الصبح وأبقى روح زي مانت عاوز
.....................
ف الصباح أستقل قطار السابعة المتجه إلى هناك
وبتذكرة لم تحمل تأشيرة الرجوع
.......................
وتمر أيامنا الأولى ببكاء على رحيله
ثم بآسى لفراقة
ثم تمصمص أمى شفتاها أيييييييييه كانت أيام
.................
الغريب أننى علمت جيدا بأنه لن يعود
وبرغم ذلك أنتظر
فى صباح كل يوم
أهبط من شقتى العلوية لأفتح بابه وأبحث عنه جالسا
على ذاك الكرسى يبتسم فألقى عليه تحيه الصباح وأهم بتقبيل يده
فيرد مبتسما : شكلك محتاج فلوس
فأبتسم : لالالالا
فيبتسم : محدش بيحسك قدى يا واد
....................
يسير بطريقة فيلقى التحية على كل من يقابل
من يسمعه ومن لا يعيره إنتباها
لم أسأله يوما عن أحد إلا وكان رده
دول ناس كويسين
دول ناس طيبين
ده راجل طيب
كان راجل طيب
كان راجل طيب
..............................
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق